القطار
إنتظرته كثيرا حتي مللت الانتظار ، هممت بالمغادره ،
عندها لاح في الأفق صدي صافرته ، ها هو يظهر من بعيد يطوي القضبان ليصل اخيرا في غير موعده .
كان يسير دون توقف بسرعة الريح يجري .
صوت انين عجلاته المرهقه من كثرة التنقل والترحال كاد يصم الآذان،
شدني في لحظة غفوة عن كل ما يتحرك حولي .
قفز قلبي من مكانه و نظرت اليه تملأني الرهبه ،
هذا العملاق الاسطوري الغامض القادم من بعيد ،
تمنيت ان احظي يوما بركوبه والتنقل معه بسرعة البرق بين البلدان الواسعه ،
كثيرا ما حسدت ركابه وحلمت ان اكون منهم
وها انا ذا علي وشك ان احقق هذا الامل
حلمت بما سيأخذني اليه من مدن جميله و حدائق غناء ،
تمنيت ان يأخذني الي شاطئ البحر ،
أن يحملني الي قلب النيل ،
الي واحه خضراء تمتلئ بالخضرة وتفوح منها رائحة الزهور
صعدت اليه محملة بالأحمال ، امني نفسي برحله الي الفردوس
علي غير ما تخيلته دائما ، كان يسير بخطوات سلحفاة في صحراء موحشه ،
مئات الاميال من الرمال القاسيه ، لا يوجد اثر للحياه علي جانبي الطريق .
أستمر في زحفه حتي توقف نهائيا عن الحركه في وسط صحراء قافله ،
انتظرت ان يتحرك وتنطلق عجلاته دون جدوي ،
آمالي تتضائل في الوصول الي الفردوس الذي طالما حلمت به .
يتحرك الركاب المتقوقعين داخله يمينا ويسارا بحثا عن وسيله لتحريكه
محاولات تخدع البصر فتشعرنا انه يسير ولكنه في الحقيقه فقط يهتز
تمر به سريعا كل القطارات لكنه ينتظر دائما من يأتي ليجره بضعة امتار ثم سرعان
ما يتركه ليتوقف ثانيا ،
يطلق صافرته والتي بالكاد تسمع ليؤكد انه مازال على قيد الحياة ،
يتناوب بعض العاملين المساكين جره حتى تتقطع انفاسهم
ثم يأتي غيرهم من الاقوياء والذين ما تلبس قواهم ان تخور
يعتريهم اليأس فيتركوه هكذا بلا حراك
لتتراكم الاتربه والغبار علي القضبان ويعلوها الصدأ
هل هذه هي نهاية الرحله ، كنت اظن اني لامست سماء الافراح ،
و ان آمالي قد آن لها الاوان ان تتحقق
آمالي خابت ، واحلامي سحقت علي ارض الواقع
_________________