يا أمتي يا ظبية في الغار ضاقت عن خطاها كل أقطار الممالك
في بالها ليل المذابح والنجوم شهود زور في البروج
في بالها دورية فيها جنود يضحكون بلا سبب
وترى ظلالا للجنود على حجارة غارها
فتظنهم جنا وتبكي انه الموت الأكيد ولا سبيل إلى الهرب
يا ظبيتي مهلا تعالي وانظري هذا فتى خرج الغداة ولم يصب
في كفه حلوا يناديك اخرجي لا بأس يا هذي عليك من الخروج
ولتذكري أيام كنتي طليقة تهدي خطاك النجم في عليائه والله يعرف من خلالك
يا أمنا والموت أبله قرية يهذي ويسرق ما يطيب له من الثمر المبارك في سلالك
ولأنه يا أم أبله فهو ليس بمنته من ألف عام عن قتالك
حتى أتاك بحاملات الطائرات وفوقها جيش من البلهاء يسرق من حلالك
ويظن أن بغزوة أو غزوتين سينتهي فرح الثمار على سلالك
يا موتنا يهديك ربك من ظلالك
يا أمنا يا ظبية في الغار ما حتم علينا أن نحب ظلامه
إني رأيت الصبح يلبس زي أطفال المدارس حاملا أقلامه
ويدور ما بين الشوارع باحثا عن شاعر يلقي إليه كلامه
ليذيعه للكون في أفق تلون بالنداوة واللهب
يا أمتي يا ظبية في الغار قومي وانظري .. الصبح تلميذ لأشعار العرب
يا أمنا أنا لست أعمى عن كسور في الغزالة
أنها عرجاء ادري أنها عشواء ادري أن فيها كل أوجاع الزمان
وأنها مطرودة مجلودة من كل مملوك ومالك
أدري ولكن لا أرى في كل هذا أي عذر لاعتزالك
يا أمنا لا تفزعي من سطوة السلطان أية سطوة
ما شئت ولي واعزلي لا يوجد السلطان إلا في خيالك
يا أمنا أدري بأن المرء قد يخشى المهالك لكن أذكركم فقط
فتذكروا قد كان هذا كله من قبل واجتزنا به
لا شيء من هذا يخيف ولا مفاجئة هنالك
يا أمتي ارتبكي قليلا إنه أمر طبيعي وقومي إنه أمر طبيعي كذلك .