هو شهر نومكم فيه عبادة ، وأنفاسكم فيه تسبيح؛ فيه ضاعف الله الأجر والثواب وجعل من لياليه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر. وقد خصّه الله دون غيره من الشهور بعبادات مضاعفة الأجر والثواب وهي :
1- عبادة الصيام: فالإنسان ينقطع عن طعامه وشرابه والجماع من بزوغ الفجر الصادق إلى غروب الشمس، لا لشيء إلا لله ( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به) البخاري. فهو خالصاً لله وهو الذي يجزي عليه.
2- صلاة التراويح: او صلاة قيام رمضان. وهي سنة مؤكدة وهي من خصائص هذا الشهر المبارك، يصليها المسلمون عشرين ركعة أو يمكن أن تكون أقل من ذلك أو اكثر، وتكون بعد صلاة العشاء. ولقد صلاّها رسول الله في المسجد الليلتين الأولى والثانية وصلـّى بصلاته ناس، وقد اجتمعوا في الليلة الثالثة فلم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مخافة أن تفرض على الأمة. وقد قال فيها: ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غـُفر له ما تقدّم من ذنبه) النسائي . وقد جمع عمر الناس عليها فيما بعد.
3- صلاة الجماعة: وصلاة الجماعة مطلوبة من كل مسلم حيث يجب ان يحرص على أداء صلاته في جماعة حتى يكون الأجر والثواب أكبر عند الله وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة) البخاري. والمسلم إذا توضأ (فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لا يخرجه إلا إياها لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة) الترمذي ، حسن صحيح.
4- الدعاء: وقد قال الله تعالى بعد آية الصيام : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [ البقرة : 186 ] . والدعاء مخ العبادة، وهو مستجاب إذا صدر عن قلب مخلص، وفي رمضان يكون الإنسان قريباً من ربه فيستجيب الله دعاءه.
5- الإنفاق في رمضان: الصدقة تطفىء غضب الرب، خصوصاً صدقة السرّ، والكرم والجود من صفات نبينا الكريم؛ فلقد كان جواداً، يجود بما عنده وهو له أحوج، ولا يبخل به؛ وكان أجود ما يكون في رمضان حتى قيل إنه كان كالريح المرسلة، وقد حضّ على الإنفاق في سبيل الله وقال فيه: ( إن ملكاً بباب من أبواب السماء يقول من يقرض اليوم يجزى غداً، وملكاً آخر يقول اللهم أعطِ منفقاً خلفاً وعجّل لممسك تلفاً ) رواه أحمد.
6- العمرة في رمضان: لقد بيّن نبينا الكريم أن أداء العمرة لله في رمضان تعدل أداء حجة (البخاري) وإن لم يسقط أداء الفريضة عن المقتدر. وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على مقدار الأجر والثواب الذي جعله ربنا في هذا الشهر.
7- الاعتكاف: ولقد جعل من سننه صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر المبارك الاعتكاف في المساجد والتفرغ للعبادة لا سيما في العشر الأواخر من رمضان دون أن يشغل الإنسان نفسه بشيء من الحياة الدنيا.
8- ليلة القدر: وهي خير من ألف شهر كما جاء في الآية الكريمة { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } [ القدر : 3 ] ، ويستحب طلبها في العشر الأواخر من رمضان لا سيما ليلة السابع والعشرين منه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غـُفر له ما تقدّم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم.
9- زكاة الفطر: وهي من العبادات التي فرضت في السنة الثانية للهجرة، وهي واجبة على كل فرد من المسلمين إذا كان يملك ما يزيد عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، وقد (امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة ) رواه الجماعة؛ وتصرف للفقراء والمساكين.
10- مضاعفة الأجر والثواب: لقد خصّ الله رمضان دون غيره من الشهور بهذه الخاصية المباركة حيث جعل الأجر والثواب فيه مضاعفاً، فهو شهر العبادة بامتياز، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بعد الفطر فذلك تمام صيام السنة) مسند احمد.